أعلنت وزارة التعليم النرويجية عن إصلاح شامل لنظام القبول في الجامعات والمعاهد العليا، في خطوة تهدف إلى تبسيط الإجراءات وجعلها أكثر عدالة ومرونة. الإصلاح الذي سيُطبَّق على مراحل حتى العام الدراسي 2028–2029، جاء بعد دراسة موسّعة ومشاركة أكثر من 300 جهة معنية.

تقليص النقاط الإضافية ( tilleggspoeng)

أحد أبرز التغييرات هو تقليص عدد النقاط الإضافية التي يمكن للطلاب الحصول عليها من 14 نقطة إلى 4 فقط. النقاط المتبقية ستُمنح بشكل رئيسي لقاء مواد العلوم أو الخدمة العسكرية. الوزارة أوضحت أن النظام القديم أدى إلى تضخم غير واقعي في الحدود الدنيا للقبول، حيث وصلت بعض البرامج إلى نحو 70 نقطة، في حين أن شهادة ثانوية كاملة العلامات لا تتجاوز 60 نقطة.

فرص ثانية وتحسين العلامات :

رغم خفض النقاط الإضافية، ستظل علامات الثانوية هي المعيار الأساسي للقبول، وسيُسمح للطلاب بأخذ وقت أطول لإنهاء دراستهم أو إعادة الامتحانات لتحسين نتائجهم. الوزيرة سيغرون آسلاند شددت على أن “الجميع يستحق فرصة ثانية”، مؤكدة أن الجامعات سيكون لها مجال أوسع في تنظيم امتحانات قبول محلية لاستكشاف قدرات الطلاب بشكل أعمق، خاصة في البرامج الأكثر تنافسية.

حصتان للقبول ورفع سن المنافسة :

سيبقى نظام الحصتين قائماً: الأولى مخصصة لمن يتقدمون بشهادتهم الثانوية لأول مرةførstegangsvitnemål، والثانية للطلاب الذين حسّنوا درجاتهم أو يملكون نقاطاً إضافية. ابتداءً من 2028 سيرتفع سن التنافس ضمن حصة الشهادة الأولى إلى 23 عاماً بدلاً من 21، كما ستُرفع نسبة المقاعد المخصصة لها من 50% إلى 65%، مما يمنح خريجي الثانوية فرصاً أكبر للدخول مباشرة إلى التعليم العالي.

تطبيق تدريجي للتغييرات

ابتداءً من 2027–2028:

إتاحة أوسع للجامعات في إجراء امتحانات قبول محلية.

حسم التعادل بين المتقدمين عبر القرعة بدلاً من عامل السن.

إلغاء نقاط التفضيل على أساس الجنس واستبدالها بإمكانية منح حصص خاصة لضمان التوازن.

إلغاء شرط الخبرة العملية في قاعدة “23/5” التي تسمح للبالغين فوق 23 عاماً بدخول الجامعة بست مواد أساسية.

ابتداءً من 2028–2029:

زيادة حصة الشهادة الأولى إلى 65% ورفع الحد العمري إلى 23 عاماً.

إلغاء معظم النقاط الإضافية (العمر، التعليم العالي، المدارس المهنية، اللغات الإضافية، إلخ).

الإبقاء على نقطتين كحد أقصى لمواد العلوم، ونقطة واحدة للخدمة العسكرية أو المدنية.

إضافة نقطة خاصة للطلاب الناطقين باللغة السامية في الثانوية.

إلغاء نظام “الترتيب المزدوج” وتخفيف القيود الجغرافية للبرامج اللامركزية.

وضوح واستقرار

الوزارة شددت على أن التغييرات لن تؤثر على طلبات القبول لخريف 2026، إذ لن يبدأ تطبيق الإصلاح فعلياً قبل خريف 2027، بينما تدخل معظم البنود حيّز التنفيذ في 2028–2029. وبمجرد دخول النظام الجديد حيّز التطبيق، فإنه سيُطبَّق على جميع المتقدمين، سواء كانوا من خريجي السنوات السابقة أو الجدد.

تأثير مباشر على طلاب الثانوية

طلاب الصف الأول (Vg1) في العام الدراسي 2025–2026 سيكونون أول دفعة تُطبّق عليها القواعد الجديدة.

طلاب الصف الثاني (Vg2) والصف الثالث (Vg3) سيتأثرون جزئياً، حيث ستُطبق عليهم القواعد القديمة إذا تقدموا قبل 2028، والجديدة إذا تأخروا.

إصلاح يوازن بين السرعة والفرص

الوزارة ترى أن هذا الإصلاح يمنح الشباب دافعاً للالتحاق المبكر بالتعليم العالي، ويُجنبهم إضاعة الوقت في إعادة المواد لمراكمة النقاط. في الوقت ذاته، يضمن النظام الجديد مسارات متعددة للوصول إلى الجامعات ويعزز العدالة والشفافية في التنافس.

بهذا الإصلاح، تسعى النرويج إلى بناء نظام قبول حديث يواكب احتياجات الطلاب وسوق العمل، ويعزز من فرص التعليم العالي كوسيلة أساسية للنمو الشخصي والمجتمعي.

📌 تأثير القرارات على الطلاب الأجانب واللاجئين

من المتوقع أن تنعكس التغييرات الجديدة بشكل مباشر أيضاً على الطلاب الأجانب واللاجئين الراغبين في متابعة تعليمهم في النرويج. فخفض عدد النقاط الإضافية قد يحد من فرص تحسين وضعهم في المنافسة على بعض التخصصات المرغوبة، خصوصاً لأولئك الذين يحتاجون إلى سنوات إضافية لتعلم اللغة أو استكمال الشروط الأكاديمية. كما أن تحديد عمر أقصى للاستفادة من شهادة الثانوية الأولى قد يضعف حظوظ بعض اللاجئين الشباب الذين تأخروا في استكمال تعليمهم بسبب ظروف الهجرة.

مع ذلك، تشير الوزارة إلى أن القواعد تتيح مسارات بديلة للقبول، بما في ذلك تحسين الدرجات، الأمر الذي قد يمنح الطلاب القادمين من خلفيات مختلفة فرصة للاندماج في النظام التعليمي على الرغم من التحديات الجديدة.

.

مصدر المقال : هنـــا 


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *